الإعجاز التأثيري للقرآن الكريم ودوره في تغيير الانسان (دراسة تفسيرية) .. بحث الاستاذ المساعد الدكتورة سحر الطريحي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الّذي أنزل القرآن على عبده ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، والصلاة والسلام على حبيبنا محمد المنزل عليه هذا القرآن ليبيّنه للناس بأمر ربه { وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } فأزال معالم الوثنيّة والضلال، وأعلى منار التوحيد والإيمان وعلى آله نجوم الهدى ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإنه أحقّ ما يشغل الباحثون، وأفضل ما يتسابق فيه المتسابقون مدارسة كتاب الله تعالى، ومداومة البحث فيه، والغوص عن لآلئه والكشف عن علومه وحقائقه، وإظهار إعجازه، وتجلية محاسنه، والدفاع عن ساحته ونفي الشكوك والريب فيه، والقرآن الكريم بحر لا يُدرَك غوره، ولا تنقضي عجائبه، فما أحقّ الأعمار أن تفنى فيه، والأزمان أن تنشغل به وكل ساعة يقضيها الباحث في النّظر في كتاب الله، والتّأمل فيه، أو في البحث فيما يتّصل به في سبيل الله وفي سبيل الإسلام.
ولقد أنزل الله تعالى القرآن الكريم على نبيّه محمد صلى الله عليه واله وسلم، وجعله دليلاً على صدق الرسالة وحجّة الرسول، وأودع فيه من الحكم والأسرار، ما يقضي المرء في تدبّرها الليل والنهار، ابتغاء رحمة ورضوان العزيز الغفّار، وقد سعد المسلمون الأوائل بتمسّكهم بتعاليمه، والسير على نهجه وطريقه، لذا سادوا العالم وعاشوا حياة هنيئة في الدنيا مع ما ينتظرهم من الثواب الجزيل في الآخرة.
وأسعد وقت يقضيه الإنسان في حياته هو الذي يعيش فيه مع القرآن بروحه وقلبه، ويجعله نبراساً يضيء حياته، وقبساً يمشي على ضيائه، ونوراً يوضّح له معالم المعرفة والهداية. وإذا اتّخذ الإنسان القرآن له أنيساً يتفهّم آياته وسوره، فإن القرآن سيفيض عليه من الروحانية والهداية ما يجعله كبير العقل، يفعل كل خير، وينتهي عن كل شر، يقول الله تعالى: { إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصالحات أنّ لهم أجراً كبيراً }
فالقرآن كتاب هداية ورشاد، يخرج الناس من ظلمات الشرك والجهل ،إلى نور معرفة الله والإيمان به والاستجابة له.
وما من يوم يطلع شمسه إلّا وعشرات يدخلون في دين الإسلام، لأنه دين الحق الّذي لا غموض فيه ولا أسرار ولا متناقضات، قال تعالى{ لَّا يَأْتِيهِ ٱلْبَٰاطِلُ مِنۢ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِۦ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍۢ }
فالإعجاز القرآني – بكافة أشكاله وألوانه- من أقوى الأدلة على أن القرآن من عند الله تعالى, وهذا هو السرُّ الذي تحدى الله به العرب أن يأتوا بمثله فعجزوا؛ قال تعالى: (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ) ، فلم يقدروا ثم سهل عليهم التحدي فطلب منهم أن يأتوا بعشر سور فقط قال تعالى:(أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) ، فعجزوا أن يأتوا بعشر سور مفتريات فسهل عليهم التحدي وطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة فقط وليستعينوا بمن أحبوا من الأنصار والأعوان من الشعراء والأدباء والبلغاء والعلماء قال سبحانه وتعالى:(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)،وبعد أن عجزوا عن التحدي تحدى الله سبحانه وتعالى الإنس والجن إلى قيام الساعة أن يأتوا بمثل هذا القرآن وأخبر مسبقاً بأنهم لن يستطيعوا ولو تعاونوا جميعاً على ذلك ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) ،وعلل سبحانه عجز الناس عن الإتيان بمثل القرآن بقوله(فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ).
وتعدّدت المدارس والاتجاهات في دراسة إعجاز القرآن، وظهرت الكتب والدراسات والأبحاث الكثيرة المتعددة في بحث الإعجاز وفهمه ودراسته، وتباينت الآراء في تعليل إعجاز القرآن، بماذا كان معجزاً، ومن ثم اختلف العلماء على وجوه الإعجاز.
وقد أجمع الباحثون على القول بالإعجاز البياني وأن القرآن معجز ببلاغته وأسلوبه وبيانه وتعبيره، وعد بعض الدارسين وجوهاً كثيرة للإعجاز، فقالوا بالإعجاز الغيبي، والتاريخي، والعلمي، والتشريعي، و الطبي، و النفسي، و الفلكي، والإعجاز الجغرافي، وغير ذلك.
وفي هذه الندوة المباركة سأتناول الاعجاز التأثيري للقران الكريم على النفس الانسانية..
الإعجاز التأثيري يعني: أنَّ للقرآن الكريم تأثيراً بأسلوبه الخلَّاب على سامعه وقارئه، من خلال سلطانه العجيب الذي يؤثر في القلوب المؤمنة والكافرة, فهو وجه من أوجه الإعجاز القرآني؛ ويظهر هذا جليا فيما يتركه من أثر على سامعه وقارئه ظاهراً وباطناً, فما إن يقرأ الإنسان آيات من الذكر الحكيم أو يسمعها تتلى عليه, إلا ويشعر في نفسه وقعاً خاصاً, ويحسُّ في قلبه تأثيراً خاصاً, وسلطاناً عجيباً, لا يكون أبداً لغير آيات القرآن الكريم؛ لأنه كلام رب العالمين.
وتتمثل نشأة هذا الوجه الإعجازي للقرآن الكريم بنزول القرآن نفسه حيث امر الله تعالى في كتابه الحرص على إسماع المشركين القرآن الكريم ليكون ذلك عوناً على دعوتهم للإسلام؛ قال الله تعالى: { وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ٱسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ} فلولا أن سماعه حجّة عليه لم يقف أمره على سماعه ولا يكون حجّة إلّا وهو معجز.
الكثير من علماء التفسير والقرآن والبلاغة في القديم والحديث لاحظوا تأثير القرآن الكريم في القلوب وأثره في النفوس فعدوا ذلك التأثير من وجوه إعجاز القرآن
لقد لفَت اللهُ سبحانه الأنظارَ إلى هذه القوة التأثيرية للقرآن، فقال سبحانه: { لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍۢ لَّرَأَيْتَهُۥ خَٰشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّه}
وعاب سبحانه على مَن لا يتأثر بالذِّكر وأعظم الذِّكر القرآن، فقال تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } وذكر سبحانه أن ذلك من أوصاف المشركين والمنافقين، فقال تعالى: { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنًا }، وقال تعالى: { وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ }،وقد ذكر القرآن الكريم كثيراً من الآيات التي تحثُّ الناس على التدبر والتفهم التام لمعانيه، والتأثر الكامل عند تلاوته, أيما كان التأثر، سواء كان قلبياً أو خارجياً؛ فالتدبر لآيات القرآن الكريم والعمل بمقتضاه أمر ضروري ,قال تعالى(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)؛وعن الإمام علي بن الحسين(عليه السلام): (آياتُ الْقُرْآنِ خَزائِنٌ ، فكُلَّما فُتِحَتْ خَزانَةٌ، فَيَنْبَغي لَكَ أنْ تَنْظُرَ ما فيها) .
وهذا التدبر والتأثر يحتاج من المسلم إلى آداب تعينه على تحقيق ذلك, وحصوله في قلبه, وهذه الآداب تخرج في صورتين:
الأولى: تتعلق بالقلب، ويطلق عليها: الآداب القلبية, وتتعلق بالوجدان والفؤاد بين المسلم وربه؛ قال تعالى(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ )
الثانية: تتعلق بالظاهر، ويطلق عليها مسمى: الآداب الظاهرية، وتتعلق بالمظهر الخارجي.
وهذا الإعجاز له أدوات يظهر عليها التأثير واضحاً دون غموض, وهذه الأدوات ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم, وهي السمع والبصر والفؤاد؛ قال تعالى(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)
فالسمع هو الأداة الأولى التي نص عليه القرآن؛ لأنه أول شيء يصل للإنسان.
﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾
وأما البصر فهو الأداة الثانية, حيث يستقبل المؤثر بعد السمع مباشرة, بمعنى: إذا طرق السمع آية مؤثرة؛ تجد العين فوراً تذهب لتستكشف وتستجلي ما أتى لها من مؤثرات؛ قال تعالى(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)
أما القلب فهو آلة التأثر الحقيقي للقرآن الكريم, بل هو المعيار الذي يقاس به مدار التأثر بالقرآن, فمن أراد أن يقول: إني تأثرت بالقرآن؛ فعليه أن يراجع قلبه, فإن وجد رقةً وحنيناً وبكاءً؛ فقد تأثر، وإلا فلا؛ قال تعالى:(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
وهناك أسباب تحول بين القلب وبين التأثر بكلام الله تعالى, ولعل في مقدمة ذلك:
أولاً: طول الهجر للقرآن: فانه يولّد فجوة كبيرة تحُول بين القلب والتأثر به، ويعدُّ من أعظم الذنوب التي يرتكبها المسلم؛ لذلك يأتي النبي صلى الله عليه واله يوم القيامة ويشتكي لربه هذا الهجران، قال تعالى: { وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
ثانياً: مرض القلب وقسوته: فالقلب هو المخاطَب الأول بالقرآن، ولن ينتفع بآيات القرآن ومواعظه وعِبَرِه إلّا القلب السليم، أمّا القلوب التي أمرضتها الذنوب واستولت عليها الشهوات المحرّمة فلن تتأثر بالقرآن، فقد قال تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }
ثالثاً: الغفلة والانشغال بالمُلهيات
فالإنسان الذي استولت عليه الدنيا وزخارفها لم ولن يشعر بأثر القرآن، ولن يتذوق حلاوته، بل سيتقلّب حاله بين الغفلة والإعراض: { مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ }
وقد بلغ تأثير القرآن الكريم في النفوس مبلغاً عظيماً لم يعرف قبله ولا بعده كلام قط ، إذ تلحق قلوب سامعيه وأسماعهم روعة وخشية وتعتريهم هيبة وتهيمن عليهم عظمته ، ونرى آثاره على الجاحدين أبلغ وأظهر ، إذ يقرعهم عن ضلالهم ويقيم عليهم حججاً لا معقّب لها فيستثقلون سماعه ويتولّون عنه بنفور مدبرين كما أخبر الله تعالى عنهم : ( وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا )
واخيرا سأروي قصة فيها دلالة واضحة على جاذبية القرآن وتأثيره في النفس حتى لو كانت كافره:
كان اللّيل قد انتصف عندما نهض ثلاثة من رؤوس الشّرك وكبار المشركين (أبو سفيان وأبو جهل والأخنس)، فخرج كلّ واحد منهم خفية وقصدوا بيت الرّسول الأكرم محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كلٌّ على حدة، عندما وصلوا اختار كلّ واحد منهم مخبأً لنفسه وراحوا يسترقون السّمع، فيما كان الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) مشغولاً بالصّلاة وتلاوة القرآن، فأخذوا يستمعون إلى آيات القرآن، عندما حلّ الفجر وقصدوا أن يرجعوا إلى بيوتهم، صادف أن رجعوا جميعًا من الطّريق ذاته فلقي بعضهم بعضًا، وفضح سرّهم، فقالوا لبعضهم: لا يجب أن يتكرّر هذا الفعل، فإذا علم أحد الجاهلين أو رأى ما فعلناه فسوف يدخله الشّك والتّردّد؛في اللّيلة الثّانية: كرّروا ما فعلوه في اللّيلة السّابقة، وصادف بعضهم بعضًا في طريق العودة، فغضب كلٌّ من صاحبه لتكرار هذا العمل، ثمّ إنّهم أكّدوا على عدم الخروج؛في اللّيلة الثّالثة: كرّروا فعلتهم، والتقى بعضهم بعضًا في الطّريق، لكن هذه المرّة تعاهدوا وأقسموا أن لا يكرّروا الخروج ثمّ انصرفوا.
في صباح اليوم الثّالث: أمسك الأخنس عصاه بيده وخرج قاصدًا بيت أبي سفيان، فقال له: أعلمني ماذا رأيت ممّا سمعته من محمّد؟فقال أبو سفيان: أقسم بالرّبّ أنّي سمعت أشياء ففهمت بعضها ولم أفهم الأخرى.
قال الأخنس: أقسم بما أقسمت به إنّي أعتقد ما تعتقد.
ثمّ انصرف الأخنس وذهب إلى أبي جهل وسأله عمّا يقول فيما سمعه من محمّد.
فقال: ماذا سمعت؟! الحقيقة أنّنا نحن وأبناء عبد مناف نتفاخر بعضنا على بعض ونتنافس في ذلك، فهم يشبعون الجائع، ونحن كذلك، هم يُرْكِبون من لا رحل ولا عطيّة له ونحن نفعل، ينفقون وننفق، وهكذا يرقب بعضنا بعضًا لكن الآن يدّعون أنّ بينهم نبيّ أرسلته السّماء بالوحي، فكيف يمكننا أن نكون رقباءهم في هذه المسألة؟ فإذا كان الحال كذلك فأقسم أنّا لن نؤمن به ولن نصدّقه .
نعم، ياسادة إن جاذبيّة القرآن الكريم وكلام الحقّ النّورانيّ يجعل رؤوس الشّرك تنجذب قهرًا لثلاث ليال متتالية لاستراق ما يقول محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم). لكن التّعصّب والأنانيّة والغرور يعمي العيون ويمنع القلوب من تَقَبُّل الحقيقة والسّير في طريق السّعادة.
وهنالك الاف القصص والروايات التي يذكر اصحابها بانهم اعتنقوا الاسلام بسبب سماعهم وتأثرهم بآيات الذكر الحكيم …
فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمه
(فالقلوب اوعية اشغلوها بالقران ولا تشغلوها بغيره)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته